دمعة على كتاب والدي الحبيب
كان ذلك الشاب يستعد لإستقبال يوم تخرجه بشغف .. ليودع ذكرياته الجامعية بجمالها وشقائها ..
لسنوات عديدة .. لطالما حلم بإقتناء تلك السيارة الرياضية الرائعه التي كان يشاهدها في معارض بيع السيارت .. وقد كان يعلم بأنوالده يستطيع شراءها له كهدية .. فقد كان والده ثرياً وحالته المادية ميسورة جداً .. ولطالما أخبر والده بأنه يريد تلك السيارة ..
مع اقتراب يوم التخرج .. كان الشاب متأكداً بأن والده سيشتري له تلك السيارة .. ويبحث عن أي علامة أو دليل على ذلك ..
وأخيراً .. في صبيحة يوم التخرج .. دعا الوالد إبنه إلى غرفة الجلوس .. وأخبره كم هو فخور يأن له إبنٌ رائع مثله .. وأخبره بأنه يحبه كثيراً وأن كل شغله الشاغل هو إسعاد إبنه الوحيد ..
ثم أعطاه هدية على شكل صندوق صغير جميل .. وبكل فضول ... قام الشاب بفتح الهدية على الفور .. ولكن .. خاب أمله ! .. فقد كانت الهدية عبارة عن كتاب إسمه " سر كل هذا الكون "... وقد كان إسم الشاب محفوراً بلون ذهبي على مغلف الكتاب ..
غضب الشاب كثيراً وصاح بصوت عالي قائلاً لوالده : " كل هذا المال .. وتهديني كتاب ؟!!! " .. ثم خرج من البيت غاضباً .. وترك الكتاب في مكانه .
مرّت عدة سنوات وكان الشاب ناجحاً في عمله .. لديه بيت جميل وعائلة رائعه .. وفي أحد الايام كان الشاب يفكر في حال والده بعد كل تلك السنوات .. فقد كبر في العمر كثيراً .. وأصبح هرماً الآن .. فهو لم يره منذ يوم التخرج !!
وقبل أن يعمل الترتيبات لزيارة والده بعد كل هذه السنوات .. وصلت برقية إلى الشاب تخبره بأن والده قد مات !! .. وأوصى له بكل ما يملك ..
عندما وصل الشاب إلى منزل والده .. إمتلأ قلبه بالحزن والندم الشديدين .. ودخل إلى المنزل يبحث في أوراق والده عن أي شيء مهم يتعلق بالميراث .. فوجد بين الاوراق الكتاب نفسه الذي كان والده قد أهداه إياه في يوم تخرجه .. ولا زال جديداً .. كما كان قبل سنوات عده !!
فتح الشاب الكتاب وبداً يقلّب صفحاته ودموعه تنهمر عليها .. وفجأة .. سقط مفتاح سيارة من غلاف الكتاب .. وكان عليه بطاقة تحمل إسم الشاب ونفس نوع السيارة التي كان يحلم بالحصول عليها وتاريخ حفل تخرجه .. ومكتوب عليها أيضاً " الحساب مدفوع كاملاً " .. !!
فانهار الشاب في تلك اللحظة .. وبعيون ملأها الدمع .. بدت الدنيا لوحة سوداء أمامه .. ولكن للأسف .. الزمن لن يعود .. !!
والدي العزيز .. عذراً .. فأنا لم أكن واعياً وقتها .. لا أعلم .. قد أتسرع أحياناً .. لكنني أضل دائماً إبنك المحب .. فهل تصفح عني الآن و تمسح دموعي المنهمرة لأجلك ؟!!!